خواطر رمضانية 10
وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ
كان
قوم شعيب عليه السلام مع شركهم بالله تعالى ..
كانوا
يشتهرون بعدة صفات ذميمة ..
ومن
هذه الصفات .. أن يبخسوا الناس أشياءهم ..
فالبخس
صفة قبيحة لها أشكال ومظاهر كثيرة ..
قال
الله تعالى: [وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ] ووردت في ثلاثة سور "الأعراف،هود،
الشعراء" مع قصة شعيب عليه السلام وهو يدعو قومه
إلى الحق ليخرجهم من الظلمات إلى النور.
"والبخس" في اللغة هو النقص والعيب، "يبخس"
ينقص حقوق غيره، ويعيب غيره.
"فالبخس" قد يكون بخســًا ماديــًا، وقد يكون بخســًا معنويــًا.
"البخس
المادي" وتشمل البخس في البيع والشراء
وتقليل قيمة السلعة، واتباع كل الوسائل
والحيل لتقليل ثمن السيارة المستعملة أو العقار القديم أو السلعة المستهلكة، وكذلك
بخس حق العامل وتقليل مجهوده، والبخس في المساومة والغش والحيَل التي تنتقص من حقوق الآخرين، وهو مرض منتشر في
مجتمعاتنا في أيامنا هذه، واعتبار ذلك نصاحة وشطارة، مع أن هذه
الصفة الذميمة من صفات قوم أشركوا مع الله وعبدوا من دونه، فلا يليق بمجتمع مسلم
أن تظهر فيه صفة من صفاتهم.
"البخس
المعنوي" وتكون
فيمن يعيب غيره أو يقلل من شأنهم وتكون فيه كصفة ملازمة له وعادة، وهذا الأمر قد
يأخذ صاحبه إلى الكِبْرِ الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرَّفه في
حديثه الشريف، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لاَ يَدْخُلُ الْجَـنَّـةَ
مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ))، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ
الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنــًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ:
"إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ
وَغَمْطُ النَّاسِ)) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم
الكبر وبيان، رقم الحديث [147] (91)
والمعنى: (بَطَرُ الْحَقِّ): إنكار الحق والتجبر عليه ؛؛ (وَغَمْطُ النَّاسِ): وتعني احتقارهم ؛؛
الصفة
الحسنة والتي تختلف عن صفة البخس التي نتعلمها من ديننا الحنيف، هي إعطاء الحق
لأهله كما ينبغي ابتغاءً لمرضاة الله واستجابة لأمره في كتابه الحكيم [وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ]، وكذلك صفة التواضع والخمول والتي هي من صفات المؤمنين فيما
بينهم [أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ]المائدة 054، [أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ]الفتح 029
حكمة اليوم:
عَجِبْتُ
لِمَنْ تَعَمَّدَ بَخْسَ حَقِي نَوَى قَصْرِي بِهِ فَازْدَادَ طُولِي
فَعَـلَّــمَــنِي
بِــهِ إِعْـــــزَازَ نَـــفْـــسِــــــــي
وَنَـــبَّهَنِي عَلَى طِــيبِ الْخُمُولِ
والخمول
يعني خمول الذكر: أي الإبتعاد عن الشهرة
شاهد أجمل القصص والحكايات
قناة حياة القلوب – يحكى أن
قصة الإناء المشروخ
شاهد الحكاية والحكمة المستوحاه من القصة
واكتب تعليقك
والحكمة التي فهمتها من القصة
واشترك في القناة
وشكرا على حسن تجاوبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق