الخميس، 15 يونيو 2017

وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ



خواطر رمضانية 19
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ



هناك العديد من الصعوبات والمشاكل نجدها في الحياة ..
هناك أصناف مختلفة من الضغوط والعوائق وقيد مستمر للرغبات والأحلام ..
هناك عجز ويأس يصيب النفس ويجعلها مربوطة الحركة فاقدة للهمة حزينة بائسة ..
ولكن .. رحمة الله واسعة وفرجه دائمــًا منظور ..

قال الله تعالى في كتابه الحكيم على لسان نبيه يعقوب عليه السلام: [يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)]يوسف 087

قد يشتد الضيق ويحيط الكرب من كل جانب، ولكنَّ المؤمن يعيش مع التجربة والإختبار في أنس وطمأنينة وسكينة، تظهر ظلال إيمانه وبشائر صلته بربه وآثار ثبات قلبه وشدة عوده عند تحمله للمحنة التي يمر بها، يرجو فرج الله ويحمل الأمل والبشرى بين جوانبه، ويرفض اليأس والقنوط، وإنما صبر محمود ورجاء مأمول، وأحسن الشاعر في قوله ..
 
يَا صَاحِبَ الْهَمِّ إِنَّ الْهَمَّ مُنْفَرِجٌ     أَبْــــشِــرْ بِخَـــيْــرٍ فَــإِنَّ الْــفَارِجَ اللهُ
الْـيَـأْسُ يَقْــطَـــــعُ أَحْــيَــانًا بِصَاحَــبِــهِ     لَا تَــــيْــأَسَـــــنَّ فَـإِنَّ الْكَـــــــافِيَ اللهُ
إِذَا بُــلِّــيـــــتَ فَـــثِــقْ بِاللهِ وَارْضَ بِهِ     فَالَّذِي يَكْشِفُ الْبَلْوَى هُوَ اللهُ
اللهُ يُحْـــدِثُ بَعْدَ الْعُسْرِ مَيْـــسَـرةً     لَا تَــــــجْــــزَعَـــنَّ فَإِنَّ الصَّــانِـعَ اللهُ
وَاللهِ.. مَا لَــكَ غَيْرَ اللهِ مِنْ أَحَدٍ     فَـحَـسْـــبُــكَ اللهُ فِي كُلٍّ لَكَ اللهُ

قال الله تعالى: [فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)]الشرح 005،006، فاليسر مصاحب للعسر، والعسر لا يخلو من يسر يلازمه، وكما ذكر الإمام البخاري في صحيحه، قال ابن عيينة: "ولن يغلب عسر يسرين" صحيح البخاري كتاب التفسير، باب تفسير سورة الشرح
إنَّ إنتظار الفرج صفة ملازمة للمؤمن لأنه على صلة دائمة بالله تعالى يشكره في السراء ويحمده في الضراء ويأخذ بالأسباب مستعينــًا بالله ومفوضــًا أمره إليه، وفي الحديث النبوي الشريف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((..... وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ)) مسند الإمام أحمد، مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن العباس، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة

والله تعالى في كتابه الحكيم يعطي البشرى للمعسرين أنه سيزيل عنهم الشدة ويرفع عنهم المشقة، [سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)]الطلاق 007، وعد من الله تعالى فرج من بعد ضيق ويسر من بعد عسر.

حكمة اليوم:      
وَلَـــرُبَّ نَـــــازِلَـــةٍ يَــضِــــيــقُ بِـهَا الْفَــتَـى     ذَرْعــًا وَعِنْدَ اللهِ مِنْهَا الْمَخْرَجُ

كَمُلَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَــاتُهَا     فُرِجَتْ وَكَــانَ يَظُـــنُّها لَا تُفْرَجُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق