فبشر عباد

خواطر رمضانية23

فَبَشِّرْ عِبَادِ

التمييز ما بين الحق والباطل ..

التمييز ما بين الهدى والضلال ..

التمييز ما بين المفيد والمضر ..

التمييز ما بين الإفادة والإضرار ..

التمييز ما بين الحسن والأحسن ..

التمييز ما بين الفضل والأفضل ..

إنَّ الله تعالى أكرمنا بالهداية إلى صراطه المستقيم، ولكنَّه يحث عباده على الإرتقاء بأنفسهم ليكونوا على أحسن حال في جوهرهم ومظهرهم، في خُلُقهم وسلوكهم، في حسن السير على طريق الحق من تمييز ما بين الحسن والسيىء، الجميل والقبيح، الأرقى والأدنى، هو منهج لحياة راقية يحث الله تعالى عباده المؤمنين على العيش فيه. 

قال الله تعالى: [وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّــ^اـغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)]الزمر 017،018

"والطاغوت" في الآية الكريمة يعني "الطغيان"، فالإجتناب لا يعني ترك الشرك فقط من عبادة للأصنام والأوثان وإنما رفض وترك كل ما هو باطل سيىء قبيح، ويذكر المفسرون أنَّ هذه الآيات نزلت في الصحابة الكرام الذين تركوا بلادهم وما فيها من شرك بالله وصفات ذميمة، وذهبوا بحثــًا عن الحق حتى هداهم الله تعالى إلى صراطه المستقيم كأمثال سلمان الفارسي وأبي ذر.

أقبلوا على الله تعالى وأنابوا إليه بالعبادة الصحيحة والسلوك القويم واتباع للحق بعزيمة وإقبال فيبشرهم سبحانه بنعيم لحياة كريمة فيها الهداية والتوفيق في الدنيا ونعيم خالد وزيادة في الآخرة.

والله تعالى يبين صفة حميدة يتصف بها عباده، وهي الاختيار الحسن القويم في صفاتهم وسلوكهم ومعاملاتهم ورفضهم لكل قول سيىء ذميم [الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ]، قال ابن عباس: هو الرجل يجلس مع القوم فيسمع الحديث فيه محاسن ومساوئ، فيحدث بأحسن ما سمع, ويسكت عما سواه.

[أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ] هم المخلصون لله تعالى في أفعالهم وأعمالهم وكل حياتهم، أصحاب العقول السليمة, والمدارك القويمة, والقلوب الطاهرة النقية.

  

حكمة اليوم:             يَا أيُّـــهَا الْـعَالِمُ الْمَرْضَيُّ سِيرَتُهُ      أبْشِرْ فَأَنْتَ بِــغِـيرِ الْـمَاءِ رَيَّـــانُ

من قصيدة عنوان الحكم