الاثنين، 12 يونيو 2017

غزوة بدر



خواطر رمضانية 17
غَـزْوَةُ بَـدْرٍ



في هذا الشهر الكريم؛؛ وفي هذا اليوم المبارك ..
جاء نصر عظيم من عند الله تعالى ..
غزوة بدر ءاية من آيات الله تعالى ..
للفصل بين الحق والباطل، والهدى والضلال ..

قال الله تعالى: [وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)]آل عمران 123
غزوة بدر تحمل الدروس والعبر، لما نلمسه فيها من فصل ظاهر ما بين أهل الحق رغم قلة عددهم وإمكانياتهم، وأهل الكفر والباطل رغم كِبرهم وزهوهم بقوتهم وعتادهم.

وفي هذه الخاطرة البسيطة نتأمل جانب التربية الربانية الإيمانية لعباده المؤمنين، وهم يُخيرون ما بين أمرين، إما أن يظفروا بالعير "عير أبي سفيان وما فيه من غنيمة يسهل الوصول إليها" أو بالنفير "ويعني قتال صناديد الكفر وكبراءهم"،فأحبوا العير لقلة ذات يد المسلمين ولأنها غير ذات شوكة.
ولكن الله تعالى أحب لهم وأراد أمرًا أعلى مما أحبوا، أراد أن يظفروا بالنفير الذي خرج فيه كبراء المشركين وصناديدهم لإثبات الحق في شتى بقاع الأرص ونصرة للحق ولعباده المؤمنين.

قال تعالى: [وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّــآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَـاـتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَـاـفِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَـاـطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)]الأنفال 008،007
عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة: ((إني أُخْبِرْتُ عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير لعل الله يُغْنمناهَا؟)) فقلنا: (نعم) .. فخرج وخرجنا فلما سِرْنا يومــًا أو يومين، قال لنا: ((ما ترون في قتال القوم؛ فإنهم قد أُخْبِروا بمخرجكم؟)) فقلنا: (لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكنا أردنا العير)، ثم قال: ((ما ترون في قتال القوم؟)) فقلنا مثل ذلك، فقال المقداد بن عمرو: (إذًا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى: [فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَـاـتِلا إِنَّا هَـاـهُنَا قَـاـعِدُونَ]المائدة 024 قال: فتمنينا – معشر الأنصار – أن لو قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم. رواه الطبراني في المعجم الكبير – تفسير ابن كثير

أجمع قادة المهاجرين على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو، وأما الأنصار – وهم يتعرضون لهذا الإختبار الإيماني –  كانت لديهم رغبة للغنيمة السهلة، ولكن مع الفهم والتأني في هذا الإختيار كانت الاستجابة الراقية منهم للتربية الإيمانية؛؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((سيروا وأبشروا، فإنَّ الله وعدني إحد الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم)) ابن كثير بإسناد صحيح في البداية والنهاية
حكمة اليوم: كان من الأنصار عمير بن الحمام يقاتل في بدر فرمى ما معه من تمر وقاتل وهو يقول:
رَكْــــــــــضـــًا إِلَى اللهِ بِـــغَيْــــــرِ زَادٍ   إِلَّا التُّـقَى وَعَمَلَ المَعَادِ
وَالصَّبْرَ فِي اللهِ عَلَى الْجِهَادِ   وَكُلُّ زَادٍ عُرْضَــةُ النَّـــــفَادِ
غَيْرُ التُّــــقَى وَالْبِرِّ وَالرَّشـَـادِ
                  فقاتل رحمه الله حتى استشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق