السبت، 17 يونيو 2017

فنادى في الظلمات



خواطر رمضانية22
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ


عتابٌ من الله تعالى لنبيه يونس عليه السلام ..
عندما يئس من قومه وهو يدعوهم إلى الهداية ..
فخرج من عندهم وتركهم دون أن يؤمر بذلك ..
فابتلاه الله تعالى والتقمه الحوت ..
قال الله تعالى: [وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)]الأنبياء 087

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: أرسل الله سبحانه من البحر الأخضر – فيما قاله ابن مسعود – حوتًا يشق البحار حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحمًا ولا تهشم له عظمًا فإن يونس ليس لك رزقًا وإنما بطنك تكون له سجنًا.

وأما قومه فقد وعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا منه ذلك وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم، وفرَّقوا بين الأمهات وأولادها، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل ورجعوا إليه وآمنوا به، فرفع الله عنهم العذاب، قال الله تعالى: [فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)]يونس 098  

فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ .. يضرب الله به المَثَلَ في كتابه الحكيم [وَذَا النُّونِ] ويعني: صاحب الحوت، الذي لم يوفَقْ في تقديره وترك قومه دون أمر من الله، فجاء العتاب المباشر له من الله تعالى، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن الصادق مع الله، حتى يرجع إلى الله ويعود إلى الصواب.      
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ .. قال ابن مسعود: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل.تفسير ابن كثير
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ .. قال ابنُ عباس وغيره: وذلك أنه ذهب به الحوتُ في البحار يَشُقُّها، حتى انتهى به إلى قرار البحر، فسمع  يونسُ تسبيح الحصى في قراره وتسبيح دواب البحر ، فعند ذلك وهنالكَ قال: [لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ]تفسير ابن كثير

فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ .. دَعْوةُ ذِي النُّونِ من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى كما ورد في الحديث النبوي الشريف، عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه سعد (سعد بن أبي وقاص) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجلٌ مسلمٌ في شيء قط إلا استجاب الله له)) رواه الترمذي، كتاب الدعوات
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ .. هو وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها ويكشف عنه ويخفف لإيمانه كما فعل بعبده ونبيه يونس عليه السلام [فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)] الأنبياء 088   

حكمة اليوم:         وَاشْدُدْ يَدَيَّكَ بِحَبْلِ اللهِ مُعْـتَـصِماً      فَإِنَّهُ الرُّكْــــنُ إِنْ خَانَـــــتْكَ أَرْكَـــانُ

من قصيدة عنوان الحكم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق