خواطر رمضانية 21
عِــبَــادَةُ
الْــحَــرْفِ
عبادة الحرف .. علة قد تظهر في قلوب ضعاف الإيمان ..
أن ترتبط عبادة الله بمقاصد دنيوية ...
إن تحققت المقاصد سعد وفرح بعبادته ...
وإن لم تتحقق ضاق وحزن ...
وحدَّث نفسه كثيرًا وكثيرًا :
لماذا أعبد الله وأعيش في ضيق وشدة، ولم أصل لشيءٍ
أبتغيه وأرغبه ؟!
قال الله تعالى: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ
أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى
وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)]الحج 011
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما قَالَ: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ] قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ وَلَدَتِ
امْرَأَتُهُ غُلَامــًا وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينٌ صَالِحٌ، وَإِنْ
لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ، قَالَ: هَذَا دِينُ سُوءٍ. صحيح البخاري، كتاب
التفسير، باب [وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ
بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا
وَالْآَخِرَةَ]الحج 011، رقم الحديث 4742
عن ابن عباس قال:
كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيُسْلِمون فإذا رجعوا إلى
بلادهم، فإن وجدوا عامَ غَيثٍ وعامَ خصبٍ وعامَ ولَّادِ حَسَن، قالوا: (إنَّ ديننا
هذا لصالح فتمَسَّكُوا به)، وإن وجدوا عامَ جُدوبةٍ وعامَ ولَّادِ سَوءٍ وعامَ قحطٍ،
قالوا: (ما في ديننا هذا خير)، فأنزل الله على نبيه [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ ....] تفسير ابن كثير
إنَّ العبادة الصالحة
الصحيحة تكون خالصة لله تعالى، لا ترتبط بمطالب شخصية أو مبتغى دنيوي، وإنما الصلة
بالله حبــًا لله لذاته وثقة به سبحانه وتعالى، وطلبــًا لثواب الآخرة العظيم الذي
وعد الله إياه عباده المؤمنين، ويقينـــًا بعظيم شأن الله تعالى وحُسنَ تحقق وعده
لعباده المؤمنين، وما يأتي ذلك إلا عند الإخلاص لله تعالى في الأعمال وفي
الحياة كلها.
وعندما يتعرض المؤمنون
للاختبارات والامتحانات والابتلاءات والفتن ما يزيدهم ذلك إلا قربــًا إلى الله
وليس بعدًا عن الدين أو انقلابـــًا عليه، وكما في الحديث الشريف.
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((عَجَبــًا
لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلَّا
لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ
ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)) صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب المؤمن
أمره كله خير، رقم الحديث [64] (2999)
حكمة اليوم: وَعَاشِرْ ذَوي الْإِيمَانِ
مِنْهُمْ وَمَنْ تَرَى مَوَدَتَـهُـمْ تَأْتِيكَ بِالْخَـيْرِ وَالْبِشْـرِ
من شعر الإمام علي رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق