الأحد، 11 يونيو 2017

بطاقة النجاة




خواطر رمضانية 16
بـطاقة النجاة


هو رجل من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتي يوم القيامة ويرى سجلاته وصحفه
ممتلئة بالذنوب والمعاصي
وتوضع سجلاته في كفة وبطاقة النجاة في كفة
هي بطاقة تنجي صاحبها يوم الحساب بإذن الله
حديث نبوي شريف عظيم المعنى
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ،
ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟
فيقُولُ: لَا يَا رَبِّ.
فيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟
فيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ.
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ.
فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"
فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فيَقُولُ: يَا رَبِّ! مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: فَإِنَّكَ لَا تُظْلَمُ،
فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ، وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)).
رواه التِّرمذي وقال: "حديث حسن غريب"، ورواه ابن ماجه، وابن حبَّان، والبيهقيُّ، والحاكم وقال: "صحيح على شرط مسلم"، وصححه الألباني.

أن هذا الرجل من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرت ذنوبه ومعاصيه وامتلأت سجلاته وصحفه "كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ" إلا أن بطاقة التوحيد رجحت وثقلت وطاشت السجلات.
هو الحرص على العقيدة السليمة الصافية، وألا نشرك مع الله في القلب والجوارح، وألا يأتي داخل النفس شك في وجوده وقدرته وعظيم شأنه، وصفاء القلب يأتي فيه التسليم في أداء أصول الدين من صلاة وزكاة وصوم وحج لبيت الله الحرام، وهذا سر من أسرار النجاة وإن كثرت الذنوب والمعاصي.

يقول العلماء: إِنَّ اللهَ يُجَسِّمُ الْأَفْعَالَ وَالْأَقْوَالَ فَتُوزَنُ فَتَثْقُلُ الطَّاعَاتُ وَتَطِيشُ السَّيِّئَاتُ لِثِقَلِ الْعِبَادَةِ عَلَى النَّفْسِ وَخِفَّةِ الْمَعْصِيَةِ عَلَيْهَا.

حكمة اليوم:     
كُلُّ الذُّنُوبِ فَإِنَّ اللهَ يَغْفِرُهَا      إِنْ شَيَّعَ الْمَرْءَ إِخْلَاصٌ وَإِيمَانُ
وَكُلُّ كَسْرٍ فَإِنَّ الدِّينَ يَجْــبُرُهُ      وَمَا لِكَسْرِ قَـــنَاةِ الدِّينِ جُـــبْرَانُ
من قصيدة عُنوان الحكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق