خواطر رمضانية 25
كَانَ أُمَّةً
جعله
الله إمامــًا للناس أجمعين ..
واتخذه
خليلاً ونوه بذكره في العالمين ..
حرص أهل الكتاب بعد تحريفهم لكتب الله أن ينسبوا إبراهيم إليهم ..
وتمَّسح به
المشركون في ضلالهم وغيهم وشركهم بالله تعالى ..
فيبرئه الله تعالى
في كتابه الحكيم من اليهودية والنصرانية والمشركين ..
وذكره مثلاً وقدوة وإمامـــًا
لعباد الله المؤمنين الموحدين ..
[إِنَّ إِبْرَاهِيمَ
كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)
شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)
وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ
الصَّالِحِينَ (122)]النحل 122:120
كَانَ أُمَّةً .. إمامـــًا للناس أجمعين ومعلمــــًا للخير في خروجهم من الضلالة
إلى الهدى ومن الشرك إلى التوحيد ومن التقصير في العبادة إلى الخشوع والخضوع والتسليم
المطلق لله رب العالمين [قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا]البقرة 124
كَانَ أُمَّةً .. [قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(120)
شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ] والقانت: هو الخاشع
المطيع لله تعالى، والحنيف: المنحرف قصدًا عن الشرك إلى التوحيد، شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ: قائمًا بشكر نعم الله عليه.
كَانَ أُمَّةً .. وجعله الله تعالى مثلاً وقدوة للناس أجمعين في كمال الاستسلام والانقياد لله ربِّ
العالمين [إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ
أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)]البقرة 131، ومدحه الله تعالى في وفائه بعهده [وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)]النجم 37
كَانَ أُمَّةً .. وجعله الله تعالى مثلاً وقدوة للناس أجمعين في ذكر منزلته العظيمة
عند الله تعالى [إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا]مريم 41
[وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا]النساء 125
كَانَ أُمَّةً .. إنَّ الله تعالى يذكر إبراهيم عليه السلام في كتابه الحكيم نموذجــًا
للهداية والطاعة والشكر والإنابة لله، وهو من شدة إخلاصه وصدقه في قلبه وعمله يعدل
أمة كاملة بما فيها من خير وطاعة وبركة، وهو إمام يُقتدى به في الخير وأبواب
الخير، والإمام الذي يرشد ويهدي أمة للخير يُعدُ قائدًا وقدوة لهذه الأمة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَىَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يَا
خَيْرَ الْبَرِيَّةِ) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((ذَاكَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ)) صحيح مسلم، كتاب
الفضائل، باب من فضائل إبراهيم عليه السلام، رقم الحديث [150](2369)
قال العلماء:
إنما قال صلى الله عليه وسلم هذا تواضعاً واحترامــًا
لإبراهيم عليه السلام لخلته وأبوته وإلا فنبينا صلى الله عليه وسلم أفضل كما قال
صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم ولا
فخر...)) رواه ابن ماجه كتاب
الزهد، ولم يقصد به الافتخار
ولا التطاول على من تقدمه بل قاله بيانــًا لما أمر ببيانه وتبليغه ولهذا قال صلى
الله عليه وسلم: "ولا
فخر" لينفي ما قد يتطرق
إلى بعض الأفهام السخيفة. شرح الإمام النووي لصحيح
مسلم
حكمة اليوم: قال الله تعالى: [وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ
وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا]النساء 125
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق