خواطر رمضانية 28
تقديرات ودرجات
هل تعلم أنَّ
المسلمين لهم تقديرات مختلفة!
ذكرها الله في
كتابه الحكيم ..
ولكن هذه التقديرات
والدرجات لا يمكن الحصول إليها ..
إلا من بعد الوصول
إلى مؤشر النجاح ..
وهذا المعنى نجده
في قوله تعالى ..
قال الله تعالى: [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ
عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ
سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)]فاطر 032
تقديرات ودرجات .. ومؤشر النجاح يأتي في قوله تعالى [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا] والكتاب هو القرآن وأمة الإسلام التي اصطفاها الله تعالى وأورثها كتابه
الكريم المهيمن على سائر الكتب ، فهذه الأمة أكمل الأمم عقولاً وأحسنهم أفكارًا
وأرقهم قلوبًا وأزكاهم أنفسًا، ولكن هل النجاح لمجرد أنني ولدتُ في أسرة مسلمة
وأحسب نفسي مسلمًا منذ صغري أم أنَّ الأمر أعمق من ذلك، لا أقصد من حديثي أن نحكم
على أحد ونخرج من العقيدة من لا يأتي على هوانا، ولكن القلب وما يوجد بداخله من
عقيدة سليمة أو غير سليمة في علم الله وهو الحكم العدل، والواجب علينا أن نحرص على
ألا نشرك بالله حتى نكون ممن اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب العظيم ونصل بأنفسنا إلى
النجاح يوم الدين بإذن الله.
عَنْ سُفْيَانَ
بْنِ عَبْدِ الله الثّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ قُلْ لِي فِي
الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحدا بَعْدَكَ) قَالَ: ((قُلْ آمَنْتُ
بِالله فَاسْتَقِمْ)) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب جامع
أوصاف الإسلام، رقم الحديث [62](38)
تقديرات ودرجات .. التقدير الأول [فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ] قالوا: المفرط في فعل بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات تفسير ابن كثير، وقالوا: بالمعاصي دون الكفر تفسير السعدي، وقالوا: ذُكر أولاً لأنه الأكثر عددًا تزيد سيئاته في العمل على حسناته في ظلال القرآن للشهيد
سيد قطب رحمه الله، ولا
نغفل أنه تقدير نجاح لأنه يدخل ضمن الذين
اصطفاهم الله.
تقديرات ودرجات .. التقدير الثاني [وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ]
أي وسط، المؤدي للواجبات التارك للمحرمات، وقد يترك
بعض المستحبات، ويفعل بعض المكروهات تفسير ابن كثير
تقديرات ودرجات .. التقدير الثالث [وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ]
سبق غيره، وهو المؤدي
للفرائض المكثر من النوافل، التارك للمحرم والمكروه وقوله
[بِإِذْنِ اللهِ] راجع
إلى السابق إلى الخيرات، لئلا يغتر بعمله بل ما سبق إلى الخيرات إلا بتوفيق الله
تعالى ومعونته تفسير السعدي.
حكمة اليوم:
يَا رَبِّي حَمْدًا لَيْسَ غَيْرَكَ يُحْمَدُ يَا مَنْ لَهُ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَصْمُدُ
أَبْـــوَابُ غَــيْرِكَ
رَبَّــــنَا قَدْ أُصِــدَتْ وَرَأْيَّتُ بَابَكَ وَاسِعـًا لَا يُوصَدُ